ساعات الصباح الجميلة
خالص جلبي
أنا شخصيا يضعف إنتاجي ويضطرب إن اضطرب نومي. وحفظت معظم القرآن في ساعات الصباح الجميلة. وأفضل الوقت ساعة ما قبل الغروب ومع الشروق. وأنصح من حولي بالنوم فهو علاج رائع. على ألا يزيد وإلا انقلب لعكس المفعول؛ فمن كثر طعامه كثر شرابه ونومه وكسله فكانت النار أولى به.
والناس أصناف فمن تأخر غضبه غضب بشدة، فتأخر رجوعه إلى حد السواء؛ فاحذر غضب الحكيم فهو يشبه ماء المحيط.
ومن قفز بسرعة بين موجات الضحك والبكاء كان غير ناضج أو طفل أو مجنون.
والطبيعة الإنسانية والمزاج مربوط بعناصر شتى منها (البيولوجي) و(المناخ) و(الجو الاجتماعي) و(الظروف المادية) و(السن).
فمع الشيخوخة تتجرد الأعصاب من النخاعين، والأعصاب مثل أسلاك الكهرباء تتغلف مرتين، بغمد شوان والنخاعين، فإذا فقدت غلافها كانت مثل أسلاك الكهرباء التي تخسر غلاف الحماية الخارجي، فتهتز اليد وترتفع الكآبة ويحتد المزاج ويضعف التحمل.
وهي مظاهر التنكس. ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون.
ومن أصيب بمرض (الزهايمرAlzheimer) كان مصيره مثل ريغان، ما لم يبق مشغولا بقضية كبيرة فلا يتغير إلا قليلا، وهو أمر غير مضمون.
ولذا كان أهل الجنة شبابا بعمر الثلاث والثلاثين فهي أجمل سنوات العمر، ولا يعرفها إلا من تجاوزها بوقت مديد. ويمر فيها من يمر بدون أن يشعر أنها أزهى سنوات العمر.
فتمتعوا بالشباب يا شباب قبل أن تصبحوا شيابا لو كنتم تعلمون.
ويرى (براين تريسي) في كتابه (أسس علم نفس النجاح) أن النجاح ذو (قاعدة سداسية) منها العلاقات الاجتماعية والكفاية المالية.
و(المورد المالي) يتراوح حسب القناعة طردا؛ فمن رضي بألف ريال عاش بسعادة، وهناك من عمال النظافة الفقراء السعداء براتب 600 ريال منه يعيش ومنه يحول لعائلته وهو سعيد، ومن سخط لم يكفه 100 ألف أو يزيدون مع ملاحظة القدرة الشرائية.
ويراوح المزاج أيضاً مع (بيولوجيا) الإنسان، والمرأة يوم الدورة ليست في مزاجها، مثلها حين اشتداد تدفق (هرومون) الأستروجين؟
وفي ألمانيا يشتمون (الطبيعة) وهي براء لأنها شحيحة بالشمس؛ فإذا جاء الصيف خلعوا كل شيء بلا حياء؟ واحتاروا في نزع الملابس والتشمس، وهي أمور ثقافية.
وفي أجواء (الديكتاتورية) تتعكر الروح ويتشوه الإنسان وتقتل الحياة قتلا، وحين ينكس العقل لا فائدة من شيء. وذهب المثل فالج لا تعالج. وأعظم الشلل شلل العقل.
والمشاعر تتأثر ببعض، وتنتقل الروح من دائرة إلى أخرى.
ويقول عالم النفس السلوكي (سكينر) إن الإحباط "يقود إلى العدوانية".
ويجب الحذر مع العواصف النفسية فهي مدمرة أكثر من عواصف الطبيعة.
والخوف شعور عادي، ولكنه قد يتطور إلى مرض فيخاف من العناكب ورجال الأمن ويتصور الأشباح بدون وجودها.
والثقافة توحي إلى الناس أن المقابر موحشة وهي أكثر مكان مدعاة للاطمئنان.
وحسب عالم الاجتماع (الوردي) فإنه يرى أن هناك خلطة ثمانية للطبيعة البشرية.
وهو يرى أن العقل في الإنسان عضو خلقه الله كي يساعده في البقاء، مثل خرطوم الفيل ودرع السلحفاة وناب الأفعى.
والعقل ليس مقصوده اكتشاف الحقيقة، بل اكتشاف ما ينفع الإنسان في البقاء.
وفهما من هذا النوع يعد انقلابيا، فيجب عدم التعويل على تشدق الكثير أنهم يبحثون عن الحقيقة والمنطق والعدل.
وهذا هو السبب أن البشر حينما يتنازعون يجندون كل النصوص العقلية والنقلية لإثبات وجهات نظرهم.
ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد.
|