نحو ثقافة إسلامية صحيحة
|
نحو ثقافة إسلامية صحيحة
نسيم الجهني- المدينة المنور
إن الحياة وجه بدون ملامح ، وما تفتأ أن تعلمنا دروساً صعبة .. وبالفعل الحدث الحالي كفيل بالتعليم.. ولكن من يفقه دروسه ؟!(والزلازل )آية من آيات الله تعالى تكون إما للتذكير أو للتخويف وقد تكون عقوبة ،، لذا على الإنسان أن يتذكر حين وقوع هذه الآيات ضعفه وعجزه وذله وافتقاره بين يدي الله تعالى ، ويتيقن أن هذا شيء بسيط مما سنعاينه من أهوال يوم القيامة مما يشيب له الرأس ، فيلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع والاستكانة ويعلن التوبة النصوح ، لعل الله يكشف هذا البلاء العظيم عن عموم الناس : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ) ، لا بد أن نأخذ بالاعتبار أن حركة الأرض ترتبط بعلاقات الإنسان وسلوكياته على الأرض .. فبحجم انتشار الفساد تكون الزلازل وسائر المصائب. ما الواجب علينا فعله عند وقوع هذه الآيات ؟ قال الشيخ ابن باز رحمه الله :» الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه ، والضراعة إليه وسؤاله العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره ، كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره ) ، ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا ) ، وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا « ومما ينبغي فعله أيضاً هو ما ذكره ابن عباس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إذا رأيتم آية فاسجدوا] فهذا من السنن التي يحتمل أن يكون المقصود بها السجود مفرداً أو الصلاة . وإننا أصبحنا اليوم بحاجة إلى بناء ( ثقافة إسلامية صحيحة ) ومتزنة عن كيفية التعامل مع مثل هذه المستجدات لنتمكن من تهذيب أنفسنا وفهم الدروس منها ، كما جاء في الحديث : « أمتي هذه أمة مرحومة ، ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل» ، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة فتن كثيرة – ولا تزال - هذه الفتن بنوعيها [ فتنة الشبهات وفتنة الشهوات ] قائمة ؛ لتظهر المؤمن الصادق من الدعي ، وتنبئ عن سوء طوية من لم يستقر الإيمان في قلبه ، وتخرج الحقد من قلوب المؤمنين ، فيخرجوا بعد البلاء بقلوب صافية ولا ريب أن المخرج والحل هو : علم يمنع الشبهات ، وتقوى تمنع الشهوات . والذي يرى عصرنا اليوم يجدنا نعيش في عصر تنطمس فيه أهدافنا الكبرى بسبب انشغال قلوبنا وتفكيرنا وانصرافنا إلى إشباع متعة الجسد ، في وقت يتوجب علينا أن ننمي الاهتمام بما هو آجل من مصير أخروي ينتظرنا .. لكننا لا نحب الاعتراف بذلك ،وأظن أن الفرصة قد حانت لكل معرض ومدبر أن يتخذ قرار [ التوبة وترك ذنوب الخلوات] والعودة قبل أن يأتي يوم لا عودة فيه ولا تمكن من فعل الصالحات.
|
آخر تحديث
5/31/2009 9:14:17 PM
|
|
|